- وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، يعيش 96% من سكان قطاع غزة في مستويات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي، ويُصنف حوالي نصف مليون شخص في المرحلة الخامسة (الكارثية)، وهي المرحلة الأخيرة التي تسبق المجاعة¹. وقد أُلحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية الزراعية في القطاع، حيث تضرر ما يقارب 38% من المساحات المزروعة بفعل القصف، إضافة إلى تدمير أو تعطل أكثر من 70% من الآبار².
- في ظل هذا الواقع، تبرز أهمية الحلول المجتمعية اللامركزية، مثل الزراعة المنزلية، وتربية الدواجن، وإنتاج السماد العضوي، كوسائل لتعزيز صمود السكان. فالزراعة الحضرية (Urban Agriculture)، التي تشمل الزراعة في الفضاءات الصغيرة داخل المدن والمخيمات، تُعد أداة فعالة لتحسين الأمن الغذائي والتغذية، خاصة في أوقات الأزمات³. وتفيد دراسات حديثة أن الزراعة الرأسية (Vertical Farming) والزراعة في الحاويات أو الأسطح قادرة على إنتاج كميات معتبرة من الغذاء في بيئات مكتظة، باستخدام موارد محدودة⁴.
- وتُظهر تجارب المجتمعات المتأثرة بالنزاعات أن تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي لا يقلل فقط من الاعتماد على المساعدات، بل يعزز الروابط الاجتماعية. فالتشارك المجتمعي في تبادل المنتجات، وتنظيم أسواق تبادلية، وتحفيز النساء على قيادة المبادرات الزراعية، كلها عناصر أساسية في بناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود⁵.
- من هنا، تأتي مبادرة “غذاؤنا من أيدينا” كاستجابة عملية تساهم في تمكين الأسر في غزة من إنتاج غذائها بشكل بسيط ومنخفض التكلفة. تستند المبادرة إلى مفاهيم الزراعة المجتمعية المستدامة، وتستهدف دعم الفئات الأكثر تضررًا، مع التركيز على التشاركية، والاعتماد على الموارد المحلية، وتعزيز الاستقلال الغذائي.